انطلقت، مساء الجمعة، بقصر الثقافة بالشارقة، فعاليات النسخة الـ18 من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، وتستمر حتى 25 من شهر ديسمبر الجاري، بمشاركة 5 فرق مسرحية؛ هي: خورفكان للفنون، ودبي الأهلي، والفجيرة، ورأس الخيمة الوطني، والمسرح الحديث بالشارقة.
حضر حفل الافتتاح إسماعيل عبدالله، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، رئيس جمعية المسرحيين الإماراتيين، رئيس المهرجان، ود. حبيب غلوم مدير المهرجان، وأحمد الجسمي، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين.
بدأ الافتتاح بفيلم يُعرّف بأبرز محطات مسيرة المهرجان الذي انطلق في 2005، برعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الذي أراد أن يكون للإمارات مسرح يحظى باحترام واهتمام الآخر، لينافس ويفوز في مختلف التظاهرات المسرحية.
وشهد الحفل تكريـــم شخصية هذه الدورة، الفنان الإمــاراتي القدير مبارك ماشي، نظراً لعطائه الكــبير وجهوده المشهودة في مسرح الطفل، ومبارك ماشي بدأ مسيرته الفنية سنة 1984، ونال العديد من الجوائز في المهرجانات المحلية والخارجية.
وتشكّلت للمهرجان لجنة تحكيم تتكون من: وليد الزعابي، وعبدالله مسعود، وفيصل علي من الإمارات، ومحمد خير جراح من سوريا، وإيناس عزت من مصر، إضافة إلى لجنة تحكيم الأطفال التي تختار العرض الأفضل لتمنحه جائزة لجنة تحكيم الأطفال، وضمّت: أميرة عثمان الحمادي، وفاطمة حسين الأنصاري، ومريم إسماعيل المدفع.
عرض
وبعد حفل الافتتاح استمتع الجمهور بأول عروض المهرجان، مسرحية «سيرك الغابة»، إنتاج مسرح خورفكان للفنون، من تأليف الشيخة سارة بنت محمد القاسمي، وإخراج عبدالله الحريبي، وبطولة عدد من الممثلين: فيصل ثاني، خالد المرزوقي، فيصل موسى، لطيفة جوهر، وعد طارق، منار الدين، علي محمد، محمد البلوشي، فهد طارق، خالد عميد، محمد الخنبولي، سعيد نوفل، يوسف خليل، عبد الرحمن عميد، عمار صبحي، وزياد محمد.
وتدور أحداث المسرحية حول صياد شرّير اسمه بروباك يصطاد الحيوانات النادرة، خاصة دببة الباندا النادرة من أجل إنشاء سيرك كبير في الغابة؛ هذه الحيوانات التي كانت تعيش بسلام في الغابة، ويهدف العرض إلى ضرورة المحافظة على الحيوانات النادرة للحيلولة دون انقراضها، بإبقائها في في مكانها الحقيقي، الذي تشعر فيه بالسعادة، بدلاً من وضعها في أقفاص حديدية تسلبها حريّتها، كما يبعث عدة رسائل تربوية.
يتخلل العرض الكثير من المرح، وأيضاً لحظات من الحزن التي تنجلي بفك العقدة، وتضمن عدة مشاهد غنائية راقصة، فبدأ بموسيقى يظهر فيها الصياد بروباك مع نمُّور ومُعَاوِنِيه، ليخلط الثمار بالعسل، ويرميها على الأرض بشكل عشوائي، ثم ينطلقون معاً في أغنية تقول: قطعت مسافات طويلة.. وبحوزتي فكرة وحيلة / تَجْعَلُني أُكْمِلُ المسيرة.. مهما كانت الوسيلة / عَبَرْتُ البحار والأنهار.. بقوة كبيرة كالإعصار / قَطَعْتُ الرمال والبراري.. لأملك كل حيوان / جهّزوا فواكهي اللذيذة.. لتأكلها حيواناتي العزيزة / بخلطتي السحرية.. ومكوناتي السرية.. سأجعلهم يأكلون بحنية / ستَنْظُرُ لك كل العيون.. في كل جهة ستكون / لأنك الأقوى.. وأحياناً مجنون / هيا هيا وزعوا.. هيا هيا انجزوا / قريباً ستتحقق الأحلام.. وتصبح حقيقةً لا محال.
ويُبدي (نمّور) استعداده لمساعدة الصياد الشرير، إلا أنه يخبره أن التي يريد اصطيادها الآن تحتاج إلى حيلة خاصة، وباصطياده لها سيحقق حلمه في أن يصبح صاحب أكبر سيرك في العالم.
تظهر عائلة دببة الباندا وأمها تنصحها بضرورة الابتعاد عن البشر الصيادين، وإلا فإنها ستنقرض، ولكن الدُّبة «بوبا» تخالف أوامرها، وتذهب لتجمع بعض تلك الثمار، وتأتي بها إلى عائلتها أثناء غياب الأم، وبعد تناول بعض إخوتها للثمار تشعر بالألم وعدم التوازن، وهكذا يكتشف الصياد الذي كان يتبع «بوبا» مكانهم، ويأخذهم معه، ويفتتح سيركه الكبير.
تذهب الناجية بوبا مع إحدى إخوتها للبحث عن النمر ديسمو والد نمّور، وصديق أبيهم الذي قتله الصيادون، فيخططون معه لإنقاذ عائلتهم ونمّور، وهو ما يتحقق في نهاية المسرحية بتحرير كل الحيوانات من أسر الصياد.
نجح المخرج في تقديم عرض فني مميز، من خلال الديكور الذي أظهر الكثير من طبيعة الغابة، وكان للإضاءة والمؤثرات الصوتية دور كبير في جعل الجمهور يعيش أجواء العرض بالكثير من الحميمية والتفاعل الوجداني.