الأحد. نوفمبر 24th, 2024

اليوم الإماراتي للمسرح يكتب تاريخاً جديداً للخشبة

»الخليج« الشارقة: علاء الدين محمود

احتضن معهد الشارقة للفنون المسرحية، في الشارقة، احتفالية اليوم الإماراتي للمسرح، التي نظمتها جمعية المسرحيين الإماراتيين، وسط حضور كبير للفنانين والمبدعين في مختلف تخصصات العمل المسرحي، حيث كان الحفل عرساً، أعلن انطلاقة جديدة في الممارسات المسرحية في الدولة.

بدأ الاحتفال بمادة فيلمية عن الأثر الكبير والمباشر لمبادرات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على واقع الحركة المسرحية المحلية والخليجية والعربية، واستعرضت المادة مواقف من حياة سموّه، وأبرزت تاريخ مولده الموافق لليوم الإماراتي للمسرح، وبينت دعمه القوي والكبير للحراك المسرحي في الداخل وعلى المستوى العربي، واستعرضت جانباً من أقواله عن «أبو الفنون»، منها مقولته الأشهر: «نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة»، و«اكتبوا في سيرتي: كان رجلاً عاشقاً للمسرح»، و«يا أهل المسرح، تعالوا معنا، لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية»، وعدد من المقولات التي شكلت وجدان المسرحيين الإماراتيين والعرب، كما استعرضت المادة الإسهام القوي لصاحب السموّ حاكم الشارقة في المسرح العالمي، وتناولت مؤلفاته وكتاباته المسرحية، فتأثير سموّه الكبير في الفعل المسرحي، لم يكن من خلال الدعم المادي الكبير فقط، بل وكذلك عبر البحث والتأليف والمعارف التي استفاد منها العاملون في مجال «أبو الفنون».

وفي كلمة ضافية، أشار إسماعيل عبد الله رئيس جمعية المسرحيين، إلى أنهم في الجمعية قد اختاروا الثاني من يوليو للاحتفال باليوم الوطني للمسرح الإماراتي، وهو التاريخ الذي شهد مولد صاحب الفضل والرؤية والرعاية واليد الطولى في تمكين ونهضة المسرح في دولة الإمارات، اليد الحامية والداعمة ل«أبو الفنون»، عربياً ودولياً، وقال عبد الله: «في ذلك اليوم رزق الله المسرح بسلطان الذي ما أخلف وعده للمسرح يوماً، هو يوم مولد صاحب السموّ حاكم الشارقة الذي سطر النصوص، واستراتيجيات العمل المسرحي، هو سلطان الذي كان الرائد في زمن، والمنقذ في زمن آخر، والباعث في جانب والراعي من جانب آخر، سلطان الذي كان يرى اليوم بعين الغد، والذي عرف أن أهم استثمار هو الإنسان، وأهم استثمار في الإنسان هو الثقافة والمسرح».

  • تدشين جديد

وذكر عبد الله أن هذا اليوم مختلف عن بقية الأيام، لكونه «اليوم الإماراتي للمسرح»، فهو يوم للفنانين الإماراتيين، وللاحتفاء بالإبداع، وهو تاريخ يُستذكر فيه النضال من أجل أن يكون يوم «أبو الفنون»، منارة وإعلان جدارة للانتماء للوطن والعروبة والإنسانية، وقال عبد الله: «نريده يوماً ليختتم عاماً من العمل، ويفتتح عاماً من الأمل، نقف فيه في كل سنة، نرصد ونفكر ونحلل ونضع للحلم مسارات التحقيق، نريده يوماً للمساءلة، ولاقتراح الإجابات، رحلة لا راحة فيها، فالمحاربون راحتهم على صهوات خيلهم، والمسرح ميدان لا نهاية له، ومن يرى له نهاية يكون قد انتهى هو وخرج من المضمار، فاختيار يوم إماراتي للمسرح لم يأت من باب التباهي والاحتفال الذي يخلو من مضامين البناء الثقافي والمعرفي، لكنه تدشين لمنعطف جديد نحو العلا، فالمسرح كائن حي اجتماعي تفاعلي قيمته من قيمة العاملين فيه، ومن قيمه».

وأوضح عبد الله أنهم إذ يحتفلون باليوم الوطني للمسرح الإماراتي للمرة الأولى فإنهم يتطلعون للاحتفالية المقبلة لتكون حدثاً ثقافياً كبيراً، يستمد خصوصيته من خصوصية هذا اليوم ومن إبداع المسرحيين الإماراتيين، حيث إن تطور المسرح في الدولة لم يأت من ترف أو فراغ بل عبر جهود كبيرة لجعل المستحيل حقيقة ممكنة.

ووجه عبد الله التحية لأرواح المسرحيين من الرواد الذين آمنوا بالمسرح، وزرعوا في سهول الإمارات بذوراً سقوها بالمعارف والمهارات والخبرات والإبداع، من الذين أحبوا المسرح وخاضوا مغامرته في الوقت الصعب، واستعرض عبد الله قائمة من أسماء المسرحيين الإماراتيين الرواد الأحياء منهم والذين توفاهم الأجل، عرفاناً لما قدموا للتاريخ والحراك المسرحي في الدولة من جهود باتت تؤتي أكلها.

  • استحقاق

وأكد عبد الله أن هذا اليوم هو استحقاق لجهود كبيرة يبذلها بنات وأبناء المسرح الإماراتي ليل نهار في مواسم ومواعيد إماراتية اكتسبت أهميتها على خريطة المسرح المحلي والعربي والعالمي، حيث بات «أبو الفنون» في الإمارات يسهم مساهمة كبيرة في صياغة المشهد المسرحي على مستوى العالم إلى جانب كافة الزملاء من مختلف الشعوب العربية.

وأعقبت حديث إسماعيل عبد الله، فقرة تكريم ثلاث شخصيات أسهمت في مسيرة المسرح الإماراتي وهم: عبيد بن صندل، الموثق لحراك «أبو الفنون»، في الدولة، وعرضت مادة فيلمية عن حياته وإسهاماته الكبيرة، وتم التعريف به على أنه واحد من ثوابت المسرح الإماراتي الرصين، وأحد رموزه الذين صاغوا طاقاتهم الفكرية والوجدانية إبداعاً ورهنوها بمحبة تحت تصرف الوطن، أما الشخصية الثانية فهو سعيد بو ميان، وهو من الذين قام على إصرارهم واستقام بإرادتهم البنيان المسرحي الإماراتي، فهو من بناته وحماته، وعرضت مادة فيلمية عنه تتناول جانباً من مسيرته الفنية، فيما كان المكرم الثالث هو الدكتور سعيد حداد، وهو من الذين تفتحت بإبداعاتهم شقائق أيام المسرح الإماراتي، وملأ حضوره الخشبة حراكاً ومحبة، وعلى يديه تتلمذ جيل من النجباء، وهو كذلك مسرحي وباحث في شؤون التراث، وعرضت مادة فيلمية تتناول جانباً من إسهامه المسرحي الكبير.

  • جوائز

شهدت الاحتفالية توزيع جائزة جمعية المسرحيين للفرقة المسرحية المتميزة في دورتها الرابعة لعام 2023، والتي ذهبت مناصفة بين فرقتين مسرحيتين عريقتين، هما فرقة مسرح الشارقة الوطني، وفرقة مسرح أم القيوين الوطني. كما كرم كذلك الفائزين بجوائز المناسبات المحلية المختلفة خلال العام السابق، في مهرجانات: «أيام الشارقة المسرحية»، و«دبي لمسرح الشباب»، و«الإمارات لمسرح الطفل».